وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ) الأموال الكثيرة (الْمُقَنْطَرَةِ) المجمعة (مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ) الحسان (وَالْأَنْعامِ) أي الابل والبقر والغنم (وَالْحَرْثِ) الزرع (ذلِكَ) المذكور (مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) يتمتع به فيها ثم يفنى (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (١٤) المرجع وهو الجنة فينبغي الرغبة فيه دون غيره (قُلْ) يا محمد لقومك (أَأُنَبِّئُكُمْ) أخبركم (بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ) المذكور من الشهوات استفهام تقرير (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) الشرك (عِنْدَ رَبِّهِمْ) خبر مبتدؤه (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ) أي مقدرين الخلود (فِيها) إذا دخولها (وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) من الحيض وغيره مما يستقذر (وَرِضْوانٌ) بكسر أوله وضمه لغتان أي رضا كثير (مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ) عالم (بِالْعِبادِ) (١٥)
____________________________________
رأيت ناقصات عقل ودين أسلب للب الرجل الحكيم منكن». قوله : (وَالْبَنِينَ) قدمهم على الأموال لأنهم فرع النساء وأكبر فتنة من الأموال ، لأن الإنسان يفدي بنيه بالمال ولم يقل والبنات لأن الشأن أن الفخر في الذكور دون الإناث.
قوله : (وَالْقَناطِيرِ) جمع قنطار قبل المراد به المال الكثير ، وقيل ألف أوقية ومائتا أوقية ، وقيل اثنا عشر ألف أوقية ، وقيل غير ذلك ، ودرج المفسر على الأول. قوله : (الْمُقَنْطَرَةِ) قيل وزنها مفعللة فتكون النون أصلية ، وقيل وزنها مفنعلة فالنون زائدة ، ويترتب على ذلك النون في قنطار هل هي أصلية فوزنه فعلال ، أو زائدة فوزنه فنعال ، وأقل القناطير المقنطرة تسعة ، لأن المراد تعددت جموع القناطير عنده ثلاثة ففوق. قوله : (وَالْفِضَّةِ) الواو بمعنى أو المانعة الخلو فتجوز الجمع ، وقدم الذهب والفضة على ما عداهما لأن فخر صاحبهما أعظم. قوله : (وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ) قدمها على الأنعام لأن فخرها أعظم. قوله : (الزرع) أي مطلقا حسبت أو غيرها. قوله : (ثم يفنى) أي يزول هو وصاحبه ، قال تعالى : (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ) الآية. قوله : (فينبغي الرغبة فيه) أي في ذلك المآب ، وفي الآية اكتفاء أي وعنده سوء المآب ، فحسن المآب لمن لم يغتر بالدنيا وجعلها مزرعة للآخرة ، وسوء المآب لمن اغتر بها وآثرها على الآخرة.
قوله : (أُنَبِّئُكُمْ) قرىء في السبع بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية مع زيادة مد بينهما وبدون زيادة ، فالقراءات أربع ، وليس في القرآن همزة مضمومة بعد مفتوحة إلا ما هنا ، وما في ص أأنزل عليه الذكر ، وما في اقتربت الساعة أألقي عليه الذكر. قوله : (من الشهوات) أي المشتهيات. قوله : (استفهام تقرير) أي تثبيت. قوله : (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) (الشرك) أي الإيمان ، وإنما اقتصر عليه لأن أصل دخول الجنة إنما يتوقف عليه فقط. قوله : (عِنْدَ رَبِّهِمْ) في محل نصب على الحال من جنات. قوله : (جَنَّاتٌ) أي سبع : جنة المأوى وجنة الخلد وجنة النعيم وجنة عدن وجنة الفردوس ودار السّلام ودار الجلال ، وأبوابها ثمانية وأعظمها جنة الفردوس. قوله : أي (مقدرين الخلود) أشار بذلك إلى أن قوله خالدين حال منتظرة أي منتظرين الخلود فيها إذا دخلوها ، لأنه ينادي المنادي حين استقرار أهل الدارين فيهما يا أهل الجنة خلود بلا موت ، ويا أهل النار خلود بلا موت ، فيقع الفرح الدائم في قلوب أهل الجنة ، والحزن الدائم في قلوب أهل النار.
قوله : (وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) أي من الحور وغيرهن من نساء الدنيا. قوله : (لغتان) أي وقرىء بهما في