يَعْلَمُونَ) أي كفار مكة النبي صلىاللهعليهوسلم (لَوْ لا) هلا (يُكَلِّمُنَا اللهُ) بأنك رسوله (أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ) مما اقترحناه على صدقك (كَذلِكَ) كما قال هؤلاء (قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من كفار الأمم الماضية لأنبيائهم (مِثْلَ قَوْلِهِمْ) من التعنت وطلب الآيات (تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ) في الكفر والعناد فيه تسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم (قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (١١٨) يعلمون أنها آيات فيؤمنون فاقتراح آية معها تعنت (إِنَّا أَرْسَلْناكَ) يا محمد (بِالْحَقِ) بالهدى (بَشِيراً) من أجاب إليه بالجنة (وَنَذِيراً) من لم يجب إليه بالنار (وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ) (١١٩) النار أي الكفار ما لهم لم يؤمنوا إنما عليك البلاغ وفي قراءة بجزم تسأل نهيا (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) دينهم (قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ) أي الإسلام (هُوَ الْهُدى) وما عداه ضلال (وَلَئِنِ) لام
____________________________________
بالقدرة سريعا. قوله : (أي فهو يكون) أشار بذلك إلى أنه مستأنف مرفوع خبر لمبتدأ محذوف. قوله : (بالنصب) أي بأن مضمرة بعد فاء السببية أي يحصل ويوجد في الخارج.
قوله : (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) أي الجاهلون الذين هم كالبهائم أو أضل. قوله : (أي كفار مكة) تقدم الأشكال بأن السورة مدنية وأن السائل له يهود المدينة ، ويمكن أن يجاب هنا بأن هذه الآية بخصوصها مكية وهو بعيد ، وأجاب أستاذنا الشيخ الدردير بأنه لا مانع أن كفار مكة أرسلوا ذلك السؤال له وهو بالمدينة. قوله : (هلا) أشار بذلك إلى أنها تحضيضية وهي بذلك المعنى في غالب القرآن. قوله : (يُكَلِّمُنَا اللهُ) أي مشافهة أو على لسان جبريل فينزل علينا كما ينزل عليك. قوله : (مما اقترحناه) أي طلبناه والمقترح هو الشيء الذي لم يسبق إليه. قوله : (من التعنت إلخ) هذا هو وجه المماثلة لأن ما وقع من الأمم الماضية ليس عين ما وقع من كفار مكة. قوله : (فيه تسلية للنبي) أي من قوله كذلك. قوله : (قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) أي فلا تحزن على من كفر فإنا قد وضحنا آياتنا لقوم يؤمنون بك ولا يتعنتون عليك قال تعالى تسلية له : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). قوله : (تعنت) أي ممن كفر وعاند فلا تحزن عليه ويكفيك من آمن.
قوله : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ) الخطاب له صلىاللهعليهوسلم أي أرسلناك للناس كافة. قوله : (بِالْحَقِ) الباء للملابسة أو المصاحبة أو السببية والأقرب الأولان. قوله : (بالهدى) أي دين الإسلام أو القرآن. قوله : (بَشِيراً) هو ونذيرا حالان إما من الكاف في أرسلناك أو من الحق. قوله : (من) اسم موصول معمول لبشيرا ، وقوله أجاب إليه صلتها والمعنى انقاد له ، وقوله من لم يجب إليه أي من لم ينقد إليه ولم يختر دينا. قوله : (النار) سميت النار جحيما لجحمها أي اضطرابها بأهلها من شدة لهيبها كاضطراب موج البحر. قوله : (ما لهم لم يؤمنوا) هذا هو صورة السؤال ، أي حيث بلغت الرسالة ونصحت الأمة وكشفت الغمة وجليت الظلمة ، فلا تخف من كفرهم ولا يسألك الله عنه. قوله : (إنما عليك البلاغ) علة للنفي. قوله : (بجزم تسأل) أي مع فتح التاء مبنيا للفاعل وهما قراءتان سبعيتان ، والمعنى على هذه القراءة لا تسألنا يا محمد عن صفاتهم وأحوالهم فإنها شنيعة فظيعة لا يسعك السؤال عنها لهولها ، أو المعنى لا تسألنا الشفاعة فيهم لأن كلمة العذاب حقت عليهم.
قوله : (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى) هذه مقالة قالها الله له حين قالت اليهود لا نرضى عنك حتى تتبع ما نحن عليه ، وكذلك قالت النصارى. قوله : (وما عداه ضلال) أخذ ذلك من الجملة