بالإسلام مرجعه من بدر فقالوا له لا يغرنك أن قتلت نفرا من قريش اغمارا لا يعرفون القتال (قُلْ) يا محمد (لِلَّذِينَ كَفَرُوا) من اليهود (سَتُغْلَبُونَ) بالتاء والياء في الدنيا بالقتل والأسر وضرب الجزية وقد وقع ذلك (وَتُحْشَرُونَ) بالوجهين في الآخرة (إِلى جَهَنَّمَ) فتدخلونها (وَبِئْسَ الْمِهادُ) (١٢) الفراش هي (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ) عبرة وذكر الفعل للفصل (فِي فِئَتَيْنِ) فرقتين (الْتَقَتا) يوم بدر للقتال (فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ) أي طاعته وهم النبي وأصحابه وكانوا ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا معهم فرسان وست أدرع وثمانية سيوف وأكثرهم رجالة (وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ) أي الكفار (مِثْلَيْهِمْ) أي المسلمين أي أكثر منهم وكانوا نحو ألف (رَأْيَ الْعَيْنِ) أي
____________________________________
والحال أنهم ملتبسون بذنوبهم يعني من غير توبة ، ويحتمل أن تكون للسببية والمعنى أخذهم الله بسبب ذنوبهم ، والأول أبلغ لأن فيه دفع توهم أن موتهم كفارة لما وقع منهم. قوله : (ونزل لما أمر صلىاللهعليهوسلم) حاصل ذلك أنه لما رجع من غزوة بدر إلى المدينة ، جمع يهودها وهم قريظة وبنو النضير ، ودعاهم للإسلام وتوعدهم إن لم يسلموا أو يؤدوا الجزية قاتلهم ، فقالوا له ما ذكره المفسر. قوله : (أغمارا) جمع غمر بالضم وهو الرجل الذي لا يعرف الأمور ، وأما بالكسر فمعناه الحقد ، وبالفتح مع سكون الميم يطلق على الشدة ، واما بفتحتين فمعناه الدسم. قوله : (من اليهود) أي قريظة وبني النضير ومن حذا حذوهم كأهل خيبر. قوله : (وبالتاء والياء) أي فهما قراءتان سبعيتان فالتاء ظاهرة في الخطاب لهم والياء معناها الأخبار بأنهم سيغلبون. قوله : (وقد وقع ذلك) أي فقتل من فحول قريظة ستمائة حول الخندق ، وكان القاتل لهم علي بن أبي طالب ، وقوله : (وضرب الجزية) أي على أهل خيبر ، وأما بنو النضير فأجلاهم إلى الشام. قوله : (بالوجهين) أي بالتاء والياء وهما سبعيتان أيضا. قوله : (وَبِئْسَ الْمِهادُ) المقصود من ذلك بيان سوء مآلهم ، قال تعالى : (لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ) ، قال تعالى : (يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ). قوله : (هي) هذا هو المخصوص بالذم وفاعل بئس قولهم المهاد.
قوله : (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ) يحتمل أن يكون ذلك على جملة مقول النبي للكفار أي قل لهم ما ذكر وقل لهم (قد كان لكم آية) فعلى ذلك الخطاب لليهود ، ويحتمل أن يكون ذلك خطابا لكفار مكة أو للمؤمنين ويكون مستأنفا. قوله : (للفصل) أي بالجار والمجرور الواقع خبرا لكان على حد أتى القاضي بنت الواقف ، وأجيب أيضا بان الفاعل مجازي التأنيث أو مذكر معنى ، لأن الآية معناها البرهان. قوله : (فرقتين) إنما سميت الفرقة فئة لأنه يفاء بمعنى يرجع إليها في الشدائد.
قوله : (فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ) برفع فئة بإتفاق السبعة مبتدأ خبره تقاتل الخ والمعنى فئة مؤمنة ، وقوله : (وَأُخْرى كافِرَةٌ) يعني تقاتل في سبيل الطاغوت ففيه شبه احتباك حيث حذف من كل نظير ما أثبته في الآخر. قوله : (كانوا ثلثمائة) أي من المهاجرين سبعة وسبعون صاحب رايتهم علي بن أبي طالب ، ومن الأنصار مائتان وستة وثلاثون صاحب رايتهم سعد بن عبادة ، والذي مات منهم في تلك الغزوة أربعة عشر ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار. قوله : (معهم فرسان) ورد أنه كان معهم سبعون بعيرا. قوله : (رجالة) جمع راجل بمعنى ماش. قوله : (يَرَوْنَهُمْ) هكذا بالياء للسبعة ما عدا نافعا فقرا بالتاء ، ورأى بصرية والواو فاعل عائد على المؤمنين ، والهاء مفعول عائد على الكفار ومثليهم حال ، والهاء إما