المسلمون (الْمُشْرِكاتِ) أي الكافرات (حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ) حرة لأن سبب نزولها العيب على من تزوج أمة وترغيبه في نكاح حرة مشركة (وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ) لجمالها ومالها وهذا مخصوص بغير الكتابيات بآية والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب (وَلا تَنْكِحُوا) تزوجوا (الْمُشْرِكِينَ) أي الكفار المؤمنات (حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) لماله وجماله (أُولئِكَ) أي أهل الشرك (يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) بدعائهم إلى العمل الموجب لها فلا تليق مناكحتهم (وَاللهُ يَدْعُوا) على لسان رسله (إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ) أي العمل الموجب لهما (بِإِذْنِهِ) بإرادته فتجب إجابته بتزويج أوليائه (وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (٢٢١) يتعظون (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) أي الحيض أو مكانه ما ذا يفعل بالنساء فيه (قُلْ هُوَ أَذىً) قذر أو
____________________________________
يحرم الأكل منه حيث لا إسراف فيه وعند الشافعية لا يلزم الأيتام ذلك ويحرم الأكل منه ، وأما إن كان المال ضيقا فلا يلزم الأيتام ذلك اتفاقا ويحرم الأكل منه ، إلا أن يهدي للأيتام ما يفي بما أكله. قوله : (تتزوجوا) يشير إلى أن المراد بالنكاح العقد لا الوطء ، ولم يرد في القرآن بمعنى الوطء ، وسبب نزول الآية أن رجلا من الصحابة كان عاشقا امرأة في الجاهلية ، فلما أسلم اجتمع بها في مكة بعد هجرة النبي إلى المدينة فراودته عن نفسه ، فقال لها : قد حال بيني وبين ما تطلبينه الإسلام ، فقالت له فهل لك في التزوج بي فقال حتى استأذن رسول الله فلما أخبره نزلت الآية. قوله : (أيها المسلمون) تفسير للواو في تنكحوا. قوله : (الكافرات) أي الغير الكتابيات بدليل ما يأتي في المفسر.
قوله : (حَتَّى يُؤْمِنَ) فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة وهي فاعله سكنت وأدغمت في نون الفعل. قوله : (خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ) اسم التفضيل ليس على بابه أو باعتبار أمر الدنيا قوله : (على من تزوج أمة) أي وهو عبد الله بن رواحة أو حذيفة بن اليمان كان عند كل منهما أمة فأعتقها وتزوج بها فعيرا بذلك وفي الحقيقة لم يتزوجا إلا بحرة ، وأما التزوج بالأمة من غير عتق فيجوز بشرط أن لا يجد للحرائر طولا وأن يخشى العنت أو تكون أمة كالجد وهذا إن كان يولد له منها وإلا فيجوز بغير شرط ، وسيأتي التعرض له في قوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً) الآيات.
قوله : (بغير الكتابيات) أي الحرائر وأما الأمة الكتابية فلا تحل إلا بالملك.
قوله : (وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ) القراءة بضم التاء بإجماع ، وهو ينصب مفعولين المشركين مفعول أول وقدر المفسر المفعول الثاني ، والمعنى لا تزوجوا الكفار ولو أهل كتاب المؤمنات. قوله : (المؤمنات) قدره إشارة إلى مفعول تنكحوا الثاني. قوله : (حَتَّى يُؤْمِنُوا) أي إلى أن يدخلوا في الإيمان. قوله : (وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) الواو للحال ولو شرطية بمعنى أن جوابها محذوف تقديره فلا تزوجوه قوله : (إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ) قدم الجنة هنا لمناسبة النار ، وإلا فالمغفرة سبب في دخول الجنة ، والسبب مقدم على المسبب ، وقد قدمت في قوله تعالى : (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ) وقوله تعالى : (سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ). قوله : (بتزويج أوليائه) أي وهم المسلمون. قوله : (وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ) أي يظهرها ويوضحها لهم وللناس متعلق بيبين.
قوله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) السائل أبو الدحداح وجماعة من الصحابة ، وسبب ذلك أن