تُخْفُوهُ) تسروه (يُحاسِبْكُمْ) يخبركم (بِهِ اللهُ) يوم القيامة (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) المغفرة له (وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) تعذيبه والفعلان بالجزم عطفا على جواب الشرط والرفع أي فهو (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢٨٤) ومنه محاسبتكم وجزاؤكم (آمَنَ) صدق (الرَّسُولُ) محمد (بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) من القرآن (وَالْمُؤْمِنُونَ) عطف عليه (كُلٌ) تنويه عوض عن المضاف إليه (آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ) بالجمع والإفراد (وَرُسُلِهِ) يقولون (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) فنؤمن ببعض ونكفر
____________________________________
كانت منسوخة بما بعدها وإن حملت على العزم فلا نسخ ، وما يأتي توضيح لما أجمل هنا ، وقد تقدمت مراتب القصد نظما ونثرا. قوله : (يخبركم) أي يعلمكم به. قوله : (والفعلان بالجزم عطفا على جواب الشرط) أي الذي هو يحاسب ، وقوله : (والرفع أي) على الاستئناف خبر لمحذوف قراءتان سبعيتان ، ويصح في غير القرآن النصب على إضمار إن قال ابن مالك :
والفعل من بعد الجزاإن يقترن |
|
بالفا أو الواو بتثليث قمن |
وهذه الآية محمولة على من مات مسلما عاصيا لا من مات كافرا. قوله : (ومنه محاسبتكم) ورد أنه يحاسب الخلق في نصف يوم من أيام الدنيا. قوله : (آمَنَ الرَّسُولُ) روى مسلم عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ هاتين الآيتين آخر سورة البقرة كفتاة». قيل عن قيام الليل كما روي عن ابن عمر قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «أنزل الله علي آيتين من كنوز الجنة ختم بهما سورة البقرة من قرأهما بعد العشاء مرتين أجزأتاه عن قيام الليل آمن الرسول إلى آخر السورة». وقيل كفتاه من شر الشيطان فلا يكون عليه سلطان ، وإنما ختم السورة بهاتين الآيتين لأنها بينت فرض الصلاة والزكاة والصوم والحج والطلاق والايلاء والحيض والجهاد وقصص الأنبياء فناسب أن يذكر تصديق النبي والمؤمنين بجميع ذلك.
قوله : (وَالْمُؤْمِنُونَ) أي فاشترك الرسول والمؤمنون في أصل الإيمان ، لكن افترقا من جهة أخرى ، وهو أن إيمان الرسول من قبيل حق اليقين ، وإيمان المؤمنين من قبيل علم اليقين أو عين اليقين فالافتراق من حيث المراتب لا من حيث أصله. قوله : (عطف عليه) أي فهو مرفوع بالفاعلية والوقف عليه ، ويدل على صحة هذا قراءة علي بن أبي طالب وآمن المؤمنون فأظهر الفعل ويكون قوله : (كُلٌّ آمَنَ) جملة مبتدأ وخبر تدل على أن جميع من تقدم ذكره آمن بما ذكر. قوله : (عوض عن المضاف إليه) أي فيكون الضمير الذي ناب عنه التنوين في كل راجعا إلى الرسول والمؤمنين أي كلهم ، وتوحيد الضمير في آمن مع رجوعه إلى كل المؤمنين ، ليكون المراد بيان كل فرد منهم من غير اعتبار الاجتماع.
قوله : (كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ) كل مبتدأ أخبر عنه بخبرين راعى في اولهما لفظ كل فأفرد ، وفي ثانيهما معناها فجمع حيث قال : (وقالوا سمعنا) الخ. قوله : (بالجمع والأفراد) أي في الكتب قراءتان سبعيتان. قوله : (يقول الخ) قدر الفعل ليفيد أن هذه الجملة منصوبة بقول محذوف ، وهذا القول المضمر في محل نصب على الحال أي قائلين. قوله : (بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) أي في الإيمان به وأضيف بين إلى أحد وهو مفرد ، وإن كانت قاعدتهم أنه إنما يضاف إلى متعدد نحو بين زيد وعمر ، ولأن أحد يستوي فيه الواحد والمتعدد. وقله : (فنؤمن ببعض الخ) بالنصب في حين النفي فالنفي مسلط عليه ، وسيأتي وصفهم في قوله