بالوأد (شُرَكاؤُهُمْ) من الجن بالرفع فاعل زين وفي قراءة ببنانه للمفعول ورفع قتل ونصب الأولاد به وجر شركائهم بإضافته وفيه الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول ولا يضر وإضافة القتل إلى الشركاء لأمرهم به (لِيُرْدُوهُمْ) يهلكوهم (وَلِيَلْبِسُوا) يخلطوا (عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ) (١٣٧) (وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ) حرام (لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ) من خدمة الأوثان وغيرهم (بِزَعْمِهِمْ) أي لا حجة لهم فيه (وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها) فلا تركب كالسوائب
____________________________________
الْمُشْرِكِينَ) زين بالبناء للفاعل ، ولكثير متعلق بزين ، ومن المشركين صفة لكثير ، و (قَتْلَ) بالنصب مفعول لزين ، وهو مضاف لأولادهم ، وشركاؤهم بالرفع فاعل زين ، وقرأ ابن عامر من السبعة زين بالبناء للمفعول ، وقتل بالرفع نائب فاعل زين ، و (أَوْلادِهِمْ) بالنصب مفعول المصدر الذي هو قتل ، وقتل مضاف ، وشركائهم مضاف إليه ، ولا يضر الفصل بين المضاف والمضاف إليه بمعمول المضاف ، لأنه ليس أجنبيا ، والمضر الفصل بالأجنبي ، وهذه القراءة متواترة صحيحة موافقة للنحو ، خلافا لمن شذ وعاب على من قرأ بها ، كيف وهو أعلى القراءة سندا ، وأقدمهم هجرة ، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي زين مبنيا للمفعول ، وقتل نائب الفاعل ، وأولادهم بالجر مضاف لقتل ، وشركاؤهم بالرفع فاعل ، قال ابن مالك :
وبعد جره الذي أضيف له |
|
كمثل بنصب أو برفع عمله |
وقرأ أهل الشام كقراءة ابن عامر ، إلا أنهم خفضوا الأولاد أيضا ، على أن شركاءهم صفة لهم ، بمعنى أنهم يشركونهم في المال والنسب ، وقرأ فرقة من أهل الشام ، زين بكسر الزاي بعدها ياء ساكنة مبني للمفعول كقيل ربيع ، وقتل نائب الفاعل ، وأولادهم بالنصب ، وشركائهم بالجر ، وتوجيهها معلوم مما تقدم ، فجملة القراءات خمس : اثنتان سبعيتان وهما اللتان مشى عليهما المفسر ، وثلاثة شواذ. قوله : (بالوأد) هو دفن الإناث بالحياة مخافة الفقر والعار ، قال تعالى (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ). قوله : (من الجن) أي الملابسين للأصنام. قوله : (ولا يضر) رد على من منع ذلك وعاب على ابن عامر. قوله : (وإضافة القتل) مبتدأ ، وقوله : (لأمرهم به) خبره ، ومباشر القتل هو كثير من المشركين. قوله : (لِيُرْدُوهُمْ) علة للتزيين ، وقوله : (وَلِيَلْبِسُوا) معطوف على ليردوهم ، وهو من لبس بفتح الباء يلبس بكسرها لبسا بمعنى خلط. قوله : (وَلَوْ شاءَ اللهُ ما فَعَلُوهُ) مفعول محذوف تقديره عدم فعلهم ، والمعنى لو أراد الله عدم التزيين والقتل ما فعلوه ، لأن الله هو الموجد للخير والشر ، وإنما الخلق أسباب ظاهرية في الخير والشر ، وإلا فمرجع الكل إلى الله ، ومن هنا قول سيدي إبراهيم الدسوقي : من نظر للخلق بعين الشريعة مقتهم ، ومن نظر إليهم بعين الحقيقة عذرهم ، وقال بعض العارفين :
الكل تقديره مولانا وتأسيسه |
|
فاشكر لمن قد وجب حمده وتقديسه |
وقل لقلبك إذا زادت وساويسه |
|
إبليس لما طغى من مكان إبليسه |
قوله : (فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ) أي اتركهم وافتراءهم. قوله : (وَقالُوا) هذا نوع آخر من أنواع قبائحهم ، وقوله : (هذِهِ أَنْعامٌ) الخ الإشارة إلى ما جعلوه لآلهتهم. قوله : (حِجْرٌ) بمعنى محجور ، كذبح بمعنى مذبوح أي ممنوعة. قوله : (لا يَطْعَمُها) أي لا يأكلها ، والضمير عائد على الأنعام والحرث. قوله : (وغيرهم) أي من الرجال دون النساء. قوله : (بِزَعْمِهِمْ) حال من فاعل قالوا. قوله :