أتجادلونني (فِي) وحدانية (اللهِ وَقَدْ هَدانِ) تعالى اليها (وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ) ه (بِهِ) من الأصنام أن تصيبني بسوء لعدم قدرتها على شيء (إِلَّا) لكن (أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً) من المكروه يصيبني فيكون (وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً) أي وسع علمه كل شيء (أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) (٨٠) هذا فتؤمنون (وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ) بالله وهي لا تضر ولا تنفع (وَلا تَخافُونَ) أنتم من الله (أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ) في العبادة (ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ) بعبادته (عَلَيْكُمْ سُلْطاناً) حجة وبرهانا وهو القادر على كل شيء (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ) أنحن أم أنتم (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٨١) من الأحق به أي وهو نحن فاتبعوه قال تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا) يخلطوا (إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) أي شرك كما فسر بذلك في حديث الصحيحين (أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ) من العذاب (وَهُمْ
____________________________________
البصريين ، مستدلين بأنها نائبة عن الضمة ، وهي قد تحذف كما في قراءة أبي عمرو ينصركم ويأمركم بالإسكان ، فكذا ما ناب عنها. قوله : (عند القراء) أي مستدلين بأن الثقل إنما حصل بها. قوله : (وَقَدْ هَدانِ) يرسم بلاياء لأنها من ياءات الزوائد ، وفي النطق يجب حذفها في الوقف ، ويجوز إثباتها وحذفها في الوصل ، وجملة وقد هدان في محل نصب على الحال من الياء في أتحاجوني ، والمعنى أتحاجوني في الله حال كوني مهديا من عنده ، وحجتكم لا تجدي شيئا لأنها داحضة.
قوله : (ما تُشْرِكُونَ بِهِ) أشار إلى أن ما موصولة ، فالهاء في به تعود على ما ، والمعنى ولا أخاف الذي تشركون الله به أو تعود على الله ، والمحذوف هو العائد على ما. قوله : (لكن) أشار بذلك إلى أن الاستثناء منقطع ، لأن المشيئة ليست مما يشركون به. قوله : (يصيبني) صفة ليشاء وهو إشارة إلى تقدير مضاف ، أي إلا أن يشاء ربي إصابة شيء لي ، وقوله : (فيكون) بالنصب عطف على مدخول أن أو بالرفع استئناف ، أي فهو يكون محول عن الفاعل كما يفيده المفسر نحو (اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) والجملة كالتعليل. قوله : (عِلْماً) تمييز محول عن الفاعل كما يفيده المفسر نحو (اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) كالتعليل للاستثناء قوله : (أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) الهمزة داخلة على محذوف والفاء عاطفة عليه ، أي أتعرضون عن التأمل في أن آلهتكم جمادات لا تضر ولا تنفع فلا تتذكرون بطلانها.
قوله : (وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ) استئناف مسوق لنفي الخوف عنه بالطريق الإلزامي بعد نفيه بحسب الواقع في سابقا (وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ) والاستفهام للتعجب. قوله : (ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ) مفعول لأشركتم. قوله : (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ) أي من الموحد والمشرك. قوله : (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) إن شرطية وجوابها محذوف ، قدره المفسر بقوله فاتبعوه.
قوله : (الَّذِينَ آمَنُوا) الخ ، يحتمل أن يكون من كلام إبراهيم ، أو من كلام قومه ، أو من كلام الله تعالى ، أقوال للعلماء ، فإن قلنا إنها من كلام إبراهيم ، كان جوابا عن السؤال في قوله فأي الفريقين الخ وكذا قلنا إنها من كلام قومه ، ويكونون أجابوا بما هو حجة عليهم ، وعلى هذين الاحتمالين فهو خبر لمحذوف ، وإن كان من كلام الله تعالى لمجرد الإخبار ، كان الموصول مبتدأ ، وأولئك مبتدأ ثان ، والأمن مبتدأ ثالث ، ولهم خبره ، والجملة خبر أولئك ، وأولئك وخبره خبر الأول. قوله : (في حديث الصحيحين) أي ففيهما عن ابن مسعود قال : لما نزلت الذين (آمَنُوا) الخ ، شق ذلك على المسلمين وقالوا أينا لم يظلم