أي ثواب أعمالهم (عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٦٢) روعي في ضمير آمن وعمل لفظ من وفيما بعده معناها (وَ) اذكر (إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) عهدكم بالعمل بما في التوراة (وَ) قد (رَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) الجبل اقتعلناه من أصله عليكم لما أبيتم قبولها وقلنا (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) بجد واجتهاد (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ) بالعمل به (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (٦٣) النار أو المعاصي (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ) أعرضتم (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) الميثاق عن الطاعة (فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) لكم بالتوبة أو تأخير العذاب (لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ) (٦٤) الهالكين (وَلَقَدْ) لام قسم (عَلِمْتُمُ) عرفتم (الَّذِينَ اعْتَدَوْا) تجاوزوا الحد (مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ) بصيد السمك وقد نهيناهم عنه وهم
____________________________________
الله لعباده في نظير أعمالهم الحسنة بمحض الفضل. قوله : (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) أي في الآخرة.
قوله : (مِيثاقَكُمْ) الخطاب لبني إسرائيل. قوله : (وَ) (قد) (رَفَعْنا) قدر المفسر لفظ قد إشارة إلى أن الجملة حالية. قوله : (الطُّورَ) في الأصل اسم لكل جبل ، لكن المراد به هنا جبل معروف بفلسطين. قوله : (وقلنا) (خُذُوا) قدره المفسر إشارة إلى أن خذوا مقول لقول محذوف ، وحاصل ذلك أن الله لما آتى موسى التوراة وأمرهم بالسجود شكرا لله أبوا من قبول التوراة ومن السجود ، فرفع الله جبل الصور فوق رؤوسهم كأنه سحابة قدر قامتهم وكان على قدرهم ، فسجدوا على نصف الجبهة الأيسر فصار ذلك فيهم إلى الآن ثم لما رفع عنهم أبوا. قوله : (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الترجي بالنسبة للمخاطبين. قوله : (الميثاق) أشار بذلك إلى مرجع اسم الإشارة ، وقال البيضاوي : إنه راجع لرفع الجبل وإيتاء التوراة.
قوله : (فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ) لو حرف امتناع لوجود أي امتنع خسرانكم لوجود فضل الله ورحمته ، وجوابها يقترن باللام غالبا إن كان مثبتا فإن كان منفيا بما فالغالب الحذف أو بغيرها فالجواب الحذف وتختص بالجمل الإسمية ومدخولها المبتدأ يجب حذف خبره لإغناء جوابها عنه ، قال ابن مالك : وبعد لو لا غالبا حذف الخبر ختم. قوله : (بالتوبة) هذا في حق المؤمنين أو قوله وتأخير العذاب في حق الكافرين. قوله : (الهالكين) أي في الدنيا والآخرة. قوله : (عرفتم) أي فتنصب مفعولا واحدا والعلم والمعرفة قيل مترادفان ، ولكن يقال في الله عالم لا عارف لأن السماء توقيفية ، وقيل العلم أوسع دائرة من المعرفة لتعلقه بالجزئيات والكليات والبسائط والمركبات بخلاف المعرفة ، فلذلك يقال في الله عالم لعموم ما تعلق به علمه لا عارف لأنه يوهم القصور والمعتمد الأول ، وقوله لام قسم أي محذوف تقديره والله لقد عرفتم.
قوله : (الَّذِينَ) مفعول علمتم واعتدوا صلته وأصله اعتديوا تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ثم حذفت لالتقاء الساكنين. قوله : (مِنْكُمْ) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل اعتدوا. قوله : (فِي السَّبْتِ) هو لغة القطع وهو أصل وضعه لأنه ورد أن الدنيا ابتدئت بالأحد وختمت بالجمعة فكان يوم السبت يوم انقطاع عمل خصت اليهود به لقطعهم عن رحمة الله ، أو مأخوذ من السبوت وهو السكون لأن بانقطاع العمل السكون. قوله : (وهو أهل أيلة) حاصله أن سبعين الفا من قوم داود كانوا بقرية تسمى أيلة عند العقبة في أرغد عيش ، فامتحنهم الله بأن حرم عليهم اصطياد السمك يوم السبت وأحل لهم باقي الجمعة ، فإذا كان يوم السبت وجدوا السمك بكثرة على وجه الماء وفي باقيها لم يجدوا شيئا ، ثم إن إبليس علمهم حيلة يصطادون بها فقال لهم اصنعوا جداول حول البحر فإذا جاء السمك ونزل في