الزكاة وقرض موضع النجاسة (رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ) قوة (لَنا بِهِ) من التكاليف والبلاء (وَاعْفُ عَنَّا) امح ذنوبنا (وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا) في الرحمة زيادة على المغفرة (أَنْتَ مَوْلانا) سيدنا ومتولي أمورنا (فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) (٢٨٦) بإقامة الحجة والغلبة في قتالهم فإن من شأن المولى أن ينصر مواليه على الأعداء وفي الحديث لما نزلت هذه الآية فقرأها صلىاللهعليهوسلم قيل له عقيب كل كلمة قد فعلت.
____________________________________
من الخطأ والنسيان. قوله : (كما ورد في الحديث) أي رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه قوله : (فسؤاله اعتراف بنعمة الله) جواب عما يقال حيث رفعه الله فما وجه سؤالنا لرفعه فأجاب بما ذكر. قوله : (من قتل النفس في التوبة) أي حين عبدوا العجل فتوبتهم قتل طائعهم العاصي منهم ، وأما توبتنا فالندم. قوله : (وإخراج ربع المال في الزكاة) أي وأما نحن فربع العشر في النقدين والعشر أو نصفه في الحبوب ، قوله : (وقرض موضع النجاسة) أي من الثواب أو البدن. قوله : (من التكاليف) أي فلم يكفنا بالحج من غير استطاعة مثلا ، ولا بالصلاة من قيام مع كونه مريضا لا يقدر عليه ، ولا باستعمال الماء مع عدم القدرة عليه. قوله : (والبلاء) أي فكان ينزل بمن قبلنا الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والصيحة والخسف والمسخ ، وغير ذلك من أنواع البلايا العامة التي لا تبقي ولا تذر. قوله : (امح ذنوبنا) أي من الصحف.
قوله : (وَاغْفِرْ لَنا) أي استرها عن أعين المخلوقات. قوله : (وَارْحَمْنا) أي أنعم علينا وذلك في حق من تاب جزما ، وأما من لم يتب ومات فأمره مفوض لخالقه. قوله : (سيدنا ومتولي أمورنا) هذا أحد معاني المولى ويطلق على الناصر ، ولا شك أن الله كذلك. قوله : (أن ينصر مواليه) أي عبيده فإن المولى كما يطلق على العبد يطلق على السيد. قوله : (عقيب) لغة رديئة في عقب. وقوله : (كل كلمة) أي وهي سبع وكلها مستجابة ، وكرر لفظ ربنا بين المتعاطفات زيادة في التضرع. قوله : (قد فعلت) أي أجبت مطلوبكم لما في الحديث : «إن الله لأفرح بتوبة عبده ممن ضلت منه راحلته فوجدها بعد طلبها» وفي رواية لما قرأ النبي قوله : (غفرانك ربنا) قال الله قد غفرت ، وفي قوله : (ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) قال لا أؤاخذكم ، وفي قوله : (ولا تحمل علينا إصرا) قال لا أحمل عليكم ، وفي قوله : (ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) قال لا أحملكم ، وفي قوله : (واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) ، قال قد عفوت عنكم وغفرت لكم ورحمتكم ونصرتكم على القوم الكافرين ، والحكمة في زيادة قوله القوم ولم يقل الكافرين ، إنه لا يلزم من النصرة على أفراد الكفار النصرة على الهيئة المجتمعة وفي هذه الآية تعليم آداب الدعاء ، وفي الحديث : «إذا دعوتم فعمموا».
***