إِحْساناً) برا ولين جانب (وَبِذِي الْقُرْبى) القرابة (وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى) القريب منك في الجوار أو النسب (وَالْجارِ الْجُنُبِ) البعيد عنك في الجوار أو النسب (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) الرفيق في سفر أو صناعة وقيل الزوجة (وَابْنِ السَّبِيلِ) المنقطع في سفره (وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) من الأرقاء (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً) متكبرا (فَخُوراً) (٣٦) على الناس بما أوتي (الَّذِينَ) مبتدأ (يَبْخَلُونَ) بما يجب عليهم (وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) به (وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) من العلم والمال وهم اليهود وخبر المبتدأ لهم وعيد شديد (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ) بذلك وبغيره (عَذاباً مُهِيناً) (٣٧) ذا إهانة (وَالَّذِينَ) عطف على الذين قبله (يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ) مرائين لهم (وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) كالمنافقين وأهل مكة (وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ
____________________________________
وقدر المفسر أحسنوا إشارة إلى أن (إِحْساناً) مفعول مطلق لفعل محذوف ، والجار والمجرور يحتمل أن يكون متعلق بأحسنوا المقدر ، وإليه يشير المفسر ، ويحتمل أنه متعلق بإحسانا ؛ ولا يقال إن المصدر لا يعمل في متقدم ، لأنه يقال محله في غير الجار والمجرور والظرف. قوله : (برا ولين جانب) أي بأن يعظمهما ويخدمهما ويفعل معهما أنواع البر ، وقد بين أنواعه في قوله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما) الآية ، وإنما خص حالة الكبر لأن عندها يثقلان ، وإنما تكررت الآيات المتعلقة بالوصية على الوالدين دون العكس ، لأن الله جعل الرأفة القائمة بقلوب الوالدين على الأولاد ، مغنية عن التكليف بالقيام بحقوق الأولاد بخلاف الأولاد ، فلذا شدد على الأولاد دون الوالدين.
قوله : (وَبِذِي الْقُرْبى) كرر الباء إشارة إلى تأكيد حق القرابة لما في الحديث : «الرحم معلقة بالعرش تقول يا رب من وصلني فأوصله ومن قطعني فاقطعه». قوله : (وَالْيَتامى) جمع يتيم وهو من مات أبوه ، ويستمر يتمه إلى البلوغ ، فإذا بلغ زال يتمه. قوله : (وَالْمَساكِينِ) جمع مسكين وهو من التصقت يده بالتراب ، والمراد ما يشمل الفقير. قوله : (أو النسب) أو مانعة خلو تجوز الجمع ، لما في الحديث : «الجيران ثلاثة : فجار له ثلاثة حقوق حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام ، وجار له حقان حق الجوار وحق الإسلام ، وجار له حق واحد حق الجوار ، وهو المشرك من أهل الكتاب». قوله : (الرفيق في سفر) ومثله الملاصق لك في نحو درس علم أو صلاة. قوله : (المنقطع في سفر) المناسب تفسيره بالغريب كان منقطعا أو لا. قوله : (من الأرقاء) لا مفهوم له بل مثله الدواب المملوكة ، إنما خص الأرقاء لقوله تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) فالإحسان إليهم متأكد لقوله في الحديث : «إن الله ملككم إياهم ولو شاء ملكهم إياكم». قوله : (إِنَّ اللهَ) علة لمحذوف تقديره أمركم الله بذلك فلا تفخروا إن الله الخ. قوله : (متكبرا) أي معجبا بنفسه مستحقرا لغيره. قوله : (بما أوتي) أي من النعم. قوله : (بما يجب عليهم) أي من الزكاة وغيرها. قوله : (بِالْبُخْلِ) (به) أي بما يجب. قوله : (من العلم) أي كصفاة النبي الموجودة في التوراة والإنجيل.
قوله : (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ) علة لخبر المبتدأ المحذوف. قوله : (مرائين لهم) أشار به إلى أن رئاء