ما يَضُرُّهُمْ) في الآخرة (وَلا يَنْفَعُهُمْ) وهو السحر (وَلَقَدْ) لام قسم (عَلِمُوا) أي اليهود (لَمَنِ) لام ابتداء معلقة لما قبلها ومن موصولة (اشْتَراهُ) اختاره أو استبدله بكتاب الله (ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) نصيب في الجنة (وَلَبِئْسَ ما) شيئا (شَرَوْا) باعوا (بِهِ أَنْفُسَهُمْ) أي الشارين أي حظها من الآخرة إن تعلموه حيث أوجب لهم النار (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (١٠٢) حقيقة ما يصيرون إليه من العذاب ما تعلموه (وَلَوْ أَنَّهُمْ) أي اليهود (آمَنُوا) بالنبي والقرآن (وَاتَّقَوْا) عقاب الله بترك معاصيه كالسحر وجواب لو محذوف أي لأثيبوا دل عليه (لَمَثُوبَةٌ) ثوبا وهو مبتدأ واللام فيه للقسم (مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ) خبره مما شروا به أنفسهم (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (١٠٣) أنه خير لما آثروه عليه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا) للنبي (راعِنا) أمر من المراعاة وكانوا يقولون له ذلك وهي بلغة اليهود سب من الرعونة فسروا بذلك وخاطبوا بها النبي فنهي المؤمنون عنها (وَقُولُوا) بدلها (انْظُرْنا) أي انظر إلينا (وَاسْمَعُوا) ما تؤمرون به سماع قبول (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) (١٠٤) مؤلم وهو النار (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ) من العرب عطف على أهل الكتاب ومن للبيان
____________________________________
والباء زائدة في خبرها ، ويحتمل أنها تميمية وما بعدها مبتدأ وخبر والباء زائدة في خبر المبتدأ. قوله : (أي اليهود) أي جميعهم لأنهم علموا ذلك في التوراة. قوله : (ومن موصولة) أي وهي مبتدأ واشتراه صلتها وجملة ما له في الآخرة إلخ خبرها والجملة منها ومن خبرها سادة مسد مفعولي علم. قوله : (باعوا) أشار بذلك إلى أنه يطلق الشراء على البيع. قال تعالى : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ). قوله : (أن تعلموه) أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر هو المخصوص بالذم وقوله حيث أوجب لهم النار حيث تعليلية. قوله : (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) لا منافاة بينه وبين قوله ولقد علموا إلخ لأنهم علموا أنهم ليس لهم نصيب في الآخرة ، ولكن لم يعلموا أنهم لا يفلتون من العذاب الدائم.
قوله : (مِنْ عِنْدِ اللهِ) صفة لمثوبة وأصلها مثوبة بوزن مفعلة نقلت ضمة الواو إلى الثاء. قوله : (لما آثروه عليه) أي لما قدموا السحر على ما عند الله ، وهو إشارة إلى جواب لو. قوله : (راعِنا) أي اشملنا بنظرك ليفتح الله علينا ، لأنهم كانوا يقولونها عند سماعهم الوحي منه. قوله : (أمر من المراعاة) أي وهي المبالغة في الرعي وحفظ الغير. قوله : (سب من الرعونة) أي الحمق والجهل وقلة العقل أو معناها اسمع لا سمعت وعليه فهي عبرانية أو سريانية وعلى ما قاله المفسر فهي عربية ، روي أن سعد بن معاذ رضي الله عنه سمع اليهود يقولونها لرسول الله ، فقال يا أعداء الله عليكم لعنة الله لئن سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله لأضربن عنقه ، قالوا أو لستم تقولونها ، فنزلت الآية ونهى فيها المؤمنون عن ذلك قطعا لألسنة اليهود عن التدليس وأمروا بما في معناها ولا يقبل التدليس الذي هو انظرنا. قوله : (أي انظر الينا) أشار بذلك إلى أنه من باب الحذف والإيصال ، حذف الجار فاتصل الضمير. قوله : (سماع قبول) أي بحضور قلب عند تلقي الأحكام ، فإنه إذا وجدت القابلية من الطالب مع نظر المعلم حصل الفتح العظيم.
قوله : (ما يَوَدُّ) من المودة وهي المحبة أي ما يجب ، وقوله : (الَّذِينَ كَفَرُوا) فاعل يود و (مِنْ