أُلُوفٌ) أربعة أو ثمانية أو عشرة أو ثلاثون أو أربعون أو سبعون ألفا (حَذَرَ الْمَوْتِ) مفعول له وهم قوم من بني إسرائيل وقع الطاعون ببلادهم ففروا (فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا) فماتوا (ثُمَّ أَحْياهُمْ) بعد ثمانية أيام أو أكثر بدعاء نبيهم حزقيل بكسر المهملة والقاف وسكون الزاي فعاشوا دهرا عليهم أثر الموت لا يلبسون ثوبا إلا عاد كالكفن واستمرت في أسباطهم (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) ومنه إحياء هؤلاء (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) وهم الكفار (لا يَشْكُرُونَ) (٢٤٣) والقصد من ذكر خبر هؤلاء تشجيع المؤمنين على القتال ولذا عطف عليه (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) أي لإعلاء دينه (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لأقوالكم (عَلِيمٌ) (٢٤٤) بأحوالكم فمجازيكم (مَنْ ذَا الَّذِي
____________________________________
يصلح للخطاب وهو أولى. قوله : (وتشويق) أي إيقاعه في الشوق لأن ما سيق بعد الطلب ألذ مما سيق بلا تعب ، وعطف التشويق على التعجيب من عطف المسبب على السبب. قوله : (أي ينته علمك) أشار بذلك إلى أن ترى مضمن معنى ينته والحامل له على ذلك تصريح الله بالى. وإلا فرأى علمية تتعدى للمفعولين بنفسها. قوله : (ألفا) تمييز حذفه من الأول لدلالة الأخير عليه ، وقد ذكر المفسر ستة أقوال أصحها الثلاثة الأخيرة لأن ألوفا جمع كثرة ومبدؤه بعد العشرات. قوله : (مفعول له) أي لأجله وقد استوفى شروطه المذكورة في العربية. قوله : (ففروا) أخذت الأئمة من الآية النهي عن الخروج من بلد فيها الطاعون ، فقال مالك بالكراهية ، وقال الشافعي بالحرمة. قوله : (فماتوا) قدره المفسر لعطف قوله : (ثُمَّ أَحْياهُمْ) عليه ، وقوله : (فَقالَ لَهُمُ) قيل المراد على لسان ملك ، وقيل كناية عن سرعة الإيجاد. قوله : (بعد ثمانية أيام) أي حتى انتشرت عظامهم وذاب لحمهم (قوله حزقيل) هو الخليفة الثالث في بني إسرائيل بعد موسى ، لأن موسى لما حضرته الوفاة خلف يوشع بن نون ، فلما حضزته الوفاة خلف كالب ، ثم عند موته خلف حزقيل ويسمى ابن العجوز لأنه جاءها وهي عجوز ، ويلقب بذي الكفل لأنه كفل أي وقى سبعين نبيا من القتل. ورد أنه لما مر عليهم وهم موتى قال يا رب كنت في قوم يحمدونك ويهللونك ويكبرونك ، فبقيت وحدي لا قوم لي ، فأوحى الله إليه أن قل أيها العظام إن الله يأمرك أن تجتمعي فاجتمعت العظام ، فأوحى الله إليه أن قل أيها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحما فاكتست ، ثم أمره الله أن يقول لها إن الله يأمرك أن تقومي فقاموا قائلين سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت. إن قلت : كيف مات هؤلاء مرتين مع قوله تعالى : (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) قلت : إن الموت قبل استيفاء الأجل ، إما عقوبة كموت الذين سألوا الرؤية قبلهم ، أو عبرة كموت العزيز وحماره. قوله : (فعاشوا دهرا) أي مدة عمرهم. قوله : (أثر الموت) أي من الصفرة. قوله : (واستمرت في اسباطهم) أي أولادهم كما هو مشاهد في بعض اليهود. قوله : (ومنه إحياء هؤلاء) أي ليعتبروا ويظفروا بالسعادة. قوله : (تشجيع المؤمنين) أي حملهم على القتال. قوله : (ولذا عطف عليه) أي الخبر المذكور ، وقيل معطوف على قوله : (حافظوا على الصلوات) الآية ، وما بينهما اعتراض. قوله : (لإعلاء دينه) أي لا لغنيمة ولا لإظهار شجاعة ونحو ذلك. قوله : (وَاعْلَمُوا) الخ ، فيه وعد للمجاهدين ووعيد لمن تخلف عنهم. قوله : (فيجازيكم) أي على ما يعلم منكم الجزاء على حساب البواطن لا الظواهر.
قوله : (مَنْ ذَا الَّذِي) يحتمل أن من اسم استفهام مبتدأ وذا خبر والذي بدل منها ويقرض صلة الموصول لا محل لها من الأعراب ، ويحتمل أن من ذا اسم استفهام مبتدأ والذي خبر ويقرض صلة