الْعِلْمِ) بأمره (فَقُلْ) لهم (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) فنجمعهم (ثُمَّ نَبْتَهِلْ) نتضرع في الدعاء (فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) (٦١) بأن نقول اللهم العن الكاذب في شأن عيسى ، وقد دعا صلىاللهعليهوسلم وفد نجران لذلك لما حاجوه فيه ، فقالوا حتى ننظر في أمرنا ثم نأتيك ، فقال ذوو رأيهم : لقد عرفتم نبوته وأنه ما بأهل قوم نبيا إلا هلكوا ، فوادعوا الرجل وانصرفوا ، فأتوه وقد خرج ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي وقال لهم : إذا دعوت فأمنوا ، فأبوا أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية ، رواه أبو نعيم ، وعن ابن عباس قال لو خرج الذين يباهلون لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا ، وروي لو خرجوا لاحترقوا (إِنَّ هذا) المذكور (لَهُوَ الْقَصَصُ) الخبر (الْحَقُ) الذي لا شك فيه (وَما مِنْ) زائدة (إِلهٍ إِلَّا اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) في ملكه (الْحَكِيمُ) (٦٢) في صنعه (فَإِنْ تَوَلَّوْا) أعرضوا عن الإيمان (فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) (٦٣) فيجازيهم وفيه وضع الظاهر موضع المضمر (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ) اليهود
____________________________________
وصغيرة. قوله : (من النصارى) أي نصارى نجران أو غيرهم. وقوله : (بأمره) أي أنه عبد الله ولم يكن ابنه.
قوله : (تَعالَوْا) أصله تعاليوا تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا فالتقى ساكنان الألف والواو وحذفت الألف لالتقائهما وهو فعل أمر صحيح مبني على حذف النون والواو فاعل وهو مفتوح اللام دائما لمذكر أو مؤنث. قوله : (أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) أي الذكور ، وقوله : (وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) أي الاناث منهم ، والحكمة في حضور الأولاد زيادة التغليظ في اليمين ، وتأكيد لمزيد صدقه وكذبهم ، ولما كانت المباهلة أمرا عظيما لم تشرع بعد النبي إلا في اللعان بين الزوجين.
قوله : (ثُمَّ نَبْتَهِلْ) الابتهال من البهلة بفتح الباء وضمها هي اللعنة في الأصل ، ثم استعمل في كل دعاء مجتهد فيه وإن لم يكن التعانا. قوله : (لذلك) أي للتضرع والدعاء. قوله فقال : (ذوو رأيهم) أي فرجعوا إليهم وشاوروهم فقال الخ. قوله : (لقد عرفتم نبوته) أي نبوة محمد ، وقوله : (ما باهل) أي نازع. قوله : (فوادعوا الرجل) أي صالحوه على مال يأخذه منكم. قوله : (وقد خرج) الجملة حالية. قوله : (وصالحوه على الجزية) ورد أنها ألفا حلة نصفها في صفر ونصفها في رجب ، وثلاثون درعا وثلاثون بعيرا وثلاثون فرسا وثلاثون من كل صنف من أصناف السلاح ، وقد ثبتت هذه الرواية في بعض نسخ الجلال القديمة. قوله : (وعن ابن عباس الخ) أي وورد أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «والذي نفسي بيده إن الهلاك قد تولى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولأضرم عليهم الوادي نارا ، ولم يبق نصراني على وجه الأرض إلى يوم القيامة».
قوله : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ) هذا نتيجة ما قبله واسم الإشارة عائد على ما ذكر من أمر عيسى وأنه ليس ابن الله ، وأكد الجملة بأن اللام وكونها معرفة الطرفين لشدة إنكارهم. قوله : (زائدة) أي وإله مبتدأ والله خبره وهو قصر إفراد. قوله : (وفيه وضع الظاهر الخ) أي زيادة التبكيت عليهم.
قوله : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ) سبب نزولها أن نصارى نجران اختصموا مع اليهود في شأن إبراهيم ، فزعمت النصارى أنه كان نصرانيا وهم على دينه ، وزعمت اليهود أنه كان يهوديا وهم على دينه ، فقدموا