بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله حمدا موافيا لنعمه ، مكافئا لمزيده ، والصلاة والسّلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وجنوده. هذا ما اشتدت إليه حاجة الراغبين في تكملة تفسير القرآن الكريم الذي ألفه
________________________________
بسم الله الرحمن الرّحيم
قوله : (الحمد الله إلخ) كتابه بهذه الصيغة لأنها أفضل المحامد كما ورد وهي مقتبسة من قوله صلىاللهعليهوسلم : «الحمد الله حمدا يوافي نعمه ويكافىء مزيده». وقد غير المصنف الحديث بعض تغيير وهو مغتفر في الإقتباس. قوله : (موافيا لنعمه) أي مقابلا لها بحيث يكون بقدرها فلا تقع نعمة إلا مقابلة بهذا الحمد ، وهذا على سبيل المبالغة بحيث ما ترجاه ، وإلا فكل نعمة تحتاج لحمد مستقل. قوله : (مكافئا لمزيده) أي مماثلا ومساويا له ، والمزيد مصدر ميمي من زاده الله النعم ، والزيادة النمو وبابه باع ويستعمل متعديا ولازما يقال : زاده الله خيرا وزاد الشيء ، والمعنى أنه ترجى أن يكون الحمد الذي أتى به موفيا بحق النعم الحاصلة بالفعل وما يزيد منها في المستقبل قوله : (على محمد) في نسخة على سيدنا محمد وعليها فعطف وآله وما بعده على سيدنا لا على محمد لما يلزم عليه من ابدال محمد وما عطف عليه من السيد وهو في نفس الأمر محمد فقط. قوله : (وجنوده) جمع جند اسم جند جمعي يفرق بينه وبين واحد بالياء على خلاف الغالب فالياء في المفرد. والمراد بجنده كل من يعين على الدين بالقتال في سبيل الله أو بتقرير العلم وضبطه أو بتعمير المساجد أو بغير ذلك من عصره صلىاللهعليهوسلم إلى آخر الزمان.
قوله : (هذا) هي بمنزلة أما بعد وبمنزلة أيضا في أن كلا منهما اقتضاب مشوب بتخلص لأن الكلام الثاني وهو المقصود مقتطع عن الكلام الأول الذي هو الخطبة لكن فيه نوع مناسبة من حيث سبب التأليف ، والمقصود أمر ذو بال وقد ندب الشارع للإبتداء فيه بالبسملة والحمدلة والصلاة على النبي ، فحصلت المناسبة ، ولكنها ليست كلمة وآثرها على أما بعد. وإن كانت الواردة لإختصارها ، واسم الإشارة عائد : إما على المعاني أو الألفاظ أو النقوش أو المعاني والألفاظ ، أو النقوش والمعاني أو النقوش والألفاظ أو الثلاثة احتمالات ، سبعة المختار منها عوده على المعاني المستحضرة ذهنا سواء قلنا إن الخطبة متقدمة على التأليف أو متأخرة وفي الكلام استعارة تصريحية أصلية حيث شبه المعقول بالمحسوس واستعار اسم المشبه به وهو اسم الإشارة للمشبه.
قوله : (ما اشتدت) ما واقعة على المعاني الذهنية كما هو المختار من الإحتمالات المتقدمة وعبر باشتدت دون دعت اشارة إلى أن حاجتهم بلغت حد الضرورة لمزيد احتياجهم إلى هذه التكملة ، وذلك