لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ) أي من قومه بدل مما قبله بإعادة الجار (أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ) إليكم (قالُوا) نعم (إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ) (٧٥) (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) (٧٦) وكانت الناقة لها يوم في الماء ولهم يوم فملوا ذلك (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ) عقرها قدار بأمرهم بأن قتلها بالسيف (وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا) به من العذاب على قتلها (إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (٧٧) (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) الزلزلة الشديدة من الأرض والصيحة
____________________________________
زائدة. قوله : (عن الإيمان به) أي بصالح. قوله : (بدل مما قبله بإعادة الجار) أي بدل كل من كل ، إن كان الضمير في : (مِنْهُمْ) عائدا على القوم ، ويكون جميع المستضعفين آمنوا وبدل بعض من كل ، إن كان الضمير عائدا على المستضعفين ، ويكون بعض المستضعفين آمنوا ، والله أعلم بحقيقة الحال. قوله : (أَتَعْلَمُونَ) مفعول قول المستكبرين. قوله : (قالُوا) (نعم) قدره المفسر إشارة إلى أن هذا حق الجواب ، وإنما عدلوا عنه مسارعة إلى تحقيق الحق وإظهار إيمانهم ، وتنبيها على أن رسالته واضحة لا تخفى ، فلا ينبغي السؤال عنها فهذا الجواب تبكيت لهم.
قوله : (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) إظهار في محل الإضمار تبكيتا لهم. قوله : (إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ) لم يقولوا إنا بما أرسل به ، إظهارا لمخالفتهم إياهم تعنتا وعنادا. قوله : (وكانت الناقة لها يوم في الماء) أي فإذا كان يومها وضعت رأسها في البئر ، فما ترفعه حتى تشرب جميع ما فيها ثم تتبجبج ، فيحلبون ما شاؤوا حتى يملأوا أوانيهم فيشربون ويدخرون.
قوله : (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ) أي في يوم الأربعاء ، فقال لهم صالح : تصبحون غدا وجوهكم مصفرة ثم تصبحون في يوم الجمعة وجوهكم محمرة ، ثم تصبحون يوم السبت وجوهكم مسودة. فأصبحوا يوم الخميس قد اصفرت وجوههم ، فأيقنوا العذاب ، ثم احمرت في يوم الجمعة فازداد خوفهم ، ثم اسودت يوم السبت فتجهزوا للهلاك ، فأصبحوا يوم الأحد وقت الضحى ، فكفنوا أنفسهم تحنطوا كما يفعل بالميت وألقوا بأنفسهم إلى الأرض ، فلما اشتد الضحى ، أتتهم صيحة عظيمة من السماء فيها صوت كل صاعقة ، وصوت في ذلك الوقت كل شيء له صوت مما في الأرض ، ثم تزلزلت بهم الأرض حتى هلكوا جميعا ، وأما ولد الناقة فقيل إنه فر هاربا ، فانفتحت له الصخرة التي خرجت منها أمة فدخلها وانطبقت عليه ، قال بعض المفسرين : إنه الدابة التي تخرج قرب القيامة ، وقيل إنهم أدركوه وذبحوه. قوله : (عقرها قدار) أي ابن سالف ، وكان رجلا أحمر أزرق العينين قصيرا ، وكان ابن زانية ، ولم يكن لسالف ، وهو أشقى الأولين كما ورد في الحديث. قوله : (بأن قتلها بالسيف) أي فالمراد بالعقر النحر ، ففيه إطلاق السبب على المسبب ، لأن العقر ضرب قوائم البعير أو الناقة لتقع فتنحر.
قوله : (وَقالُوا يا صالِحُ) أي على سبيل التهكم والاستهزاء. قوله : (بِما تَعِدُنا) (به) قدره إشارة إلى أن العائد محذوف ، وكان الأولى أن يقدر ضمير نصب ، بأن يقول تعدناه لئلا يلزم حذف العائد المجرور بالحرف من غير اتحاد متعلقهما. قوله : (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) أي بعد مضي ثلاثة أيام ، والتعقيب