وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا) أباه (داوُدَ زَبُوراً) (١٦٣) بالفتح اسم للكتاب المؤتى وبالضم مصدر بمعنى مزبورا أي مكتوبا (وَ) أرسلنا (رُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) روي أنه تعالى بعث ثمانية آلاف نبي أربعة آلاف من بني إسرائيل وأربعة آلاف من سائر الناس قاله الشيخ في سورة غافر (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى) بلا واسطة (تَكْلِيماً) (١٦٤) (رُسُلاً) بدل من رسلا قبله
____________________________________
صالح بن آسف ، ثم موسى وهارون ابنا عمران ، ثم أيوب ، ثم الخضر ، ثم داود بن أيشا ، ثم سليمان بن داود ، ثم يونس بن متى ، ثم الياس ، ثم ذو الكفل ، وكل نبي ذكر في القرآن فهو من ولد إبراهيم غير إدريس ونوح وهود ولوط وصالح ، ولم يكن نبي من العرب إلا خمسة : هود وصالح وإسماعيل وشعيب ومحمد صلىاللهعليهوسلم. قوله : (ابنيه) أي ابراهيم ، اسماعيل من هاجر وإسحاق من سارة. قوله : (أولاده) أي أولاد يعقوب منهم يوسف نبي ورسول باتفاق وباقيهم فيه اختلاف ، والصحيح نبوتهم وليسوا رسلا مشرعين ، ولذلك وقع منهم ما يخالف الشرع الظاهر للمصالح التي ترتبت على تلك المخالفة ، وسيأتي ذلك في سورة يوسف.
قوله : (وَيُونُسَ) أي ابن متى ، وفيه لغات ست بالواو والهمزة مع تثليث النون ، والذي قرىء به في السبع ضم النون أو كسرها مع الواو ، وقوله : (وَهارُونَ) أي أخي موسى. قوله : (اسم للكتاب المؤتى) أي وهو مائة وخمسون سورة ، ليس فيها حكم ولا حلال ولا حرام ، بل هو تسبيح وتقديس وتحميد وثناء ومواعظ ، وكان داود عليهالسلام يخرج إلى البرية فيقوم ويقرأ الزبور ، وتقوم علماء بني إسرائيل حلفه ، ويقوم الناس خلف العلماء ، وتقوم الجن خلف الناس ، والشياطين خلف الجن ، وتجيء الدواب التي في الجبال فيقمن بين يديه ، وترفرف الطيور على رؤوس الناس هم يستمعون لقراءة داود ويتعجبون منها ، لأن الله أعطاه صوتا حسنا ، وقد ورد أن أبا موسى الأشعري كان يقرأ القرآن ليلا بصوت حسن ، فلما أصبح قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أعجبتني قراءتك الليلة ، كأنك أعطيت مزمارا من مزامير داود ، فقال أبو موسى : لو علمت بك لحبرته لك تحبيرا. قوله : (وبالضم) أي فهما قراءتان سبعيتان.
قوله : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ) الخ ، هذا رد لقول اليهود للمصطفى عليه الصلاة والسّلام : إنك لم تذكر موسى مع ما عددته من الأنبياء ، فهذا دليل على عدم رسالتك ، فرد ذلك الله بهذه الآية وبما بعدها. قوله : (روي أنه تعالى الخ) هذه الرواية ضعيفة ، فلذا تبرأ منها المفسر ، والرواية المشهورة أن الأنبياء مائة ألف ، وفي رواية مائتا ألف وأربعة وعشرون ألفا الرسل منهم ثلثمائة وثلاثة عشر أو أربعة عشر أو خمسة عشر ، وبعد ذلك فالحق أنه لم يبلغنا عددهم على الصحيح ، وإنما هي أحاديث مختلفة تقبل الطعن كما أفاده الأشياخ. قوله : (قاله الشيخ) أي الجلال المحلّي ، وقوله : (في سورة غافر) أي في قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ).
قوله : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى) أي أزال عنه الحجاب فسمع كلام الله ، وليس المراد أن الله كان ساكنا ثم تكلم ، لأن ذلك مستحيل على الله تعالى. قوله : (تَكْلِيماً) مصدر مؤكد لقوله كلم ، وإنما أكد رفعا لاحتمال المجاز ، لأن الله كلم موسى بكلامه الأزلي القديم ، من غير حرف ولا صوت ولا كيف ولا انحصار ، ولا يعلم الله إلا الله. قوله : (لِئَلَّا يَكُونَ) هذه اللام لام كي متعلقة بمنذرين وأضمر في الأول