على أرجح الأقوال وإعراب ما يحتاج إليه وتنبيه على القراءات المختلفة على وجه لطيف وتعبير وجيز وترك التطويل بذكر أقوال غير مرضية وأعاريب محلها كتب العربية ، والله أسأل النفع به في الدنيا وأحسن الجزاء عليه في العقبى بمنه وكرمه.
________________________________
قوله : (والاعتماد) بالجر عطف على ذكر أي والإقتصار على أرجح الأقوال ، وكذا قوله وإعراب وتنبيه إلخ. قوله : (وتنبيه إلخ) نكر هذا المصدر دون ما قبله ، إشارة إلى قلة التنبيه المذكور وإنه لم ينبه على جميع القراءات المختلفة. قوله : (المختلفة) أي المتنوعة وتنوعها من سبعة أوجه ، لأنه إما من حيث الشكل فقط كالبخل والبخل قرئ بهما والمعنى واحد ، وإما من حيث المعنى فقط نحو : (فتلقى آدم من ربه كلمات) ، برفع آدم ونصب كلمات وعكسه قرىء بهما أيضا ، وإما من حيث اللفظ والمعنى وصورة الحرف واحدة نحو (تبلوا كل نفس) وتتلو قرئ بهما وصورة الباء والتاء واحدة بقطع النظر عن النقط ، وإما أن يكون الاختلاف في صورة الحرف لا في المعنى كسراط وصراط ، وإما من حيث اللفظ والمعنى وصورة الحرف نحو فاسعوا وامضوا قرىء بهما ، وإما من حيث الزيادة والنقص كأوصى ووصى ، وإما من حيث التقديم والتأخير كيقتلون ويقتلون بتقديم المبني للفاعل على المبني للمفعول وبالعكس. قوله : (على وجه لطيف) متعلق بالمصادر الأربعة قبله والمراد باللطيف هنا القصير فعطف قوله وتعبير وجيز للتفسير.
قوله : (وترك التطويل) معطوف على وجه لطيف وهو تصريح بما علم من قوله ، وتعبير وجيز إذ يلزم من كونه وجيزا أن لا يكون طويلا. قوله : (بذكر أقوال) متعلق بتطويل وقوله : (غير مرضية) أي عند المفسرين. قوله : (وأعاريب) معطوف على أقوال. قوله : (والله أسأل النفع به) أي بالتتميم المذكور. قوله : (بمنه وكرمه) الباء فيه للتوسل أي أتوسل إليه بصفتيه العظيمتين ؛ وهما منه الذي هو تفضله على عباده بالعطايا ، وكرمه الذي هو إيصال فضله للبار والفاجر.